استعرض رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المقاربة الموريتانية في مجال تعزيز الأمن ومحاربة التطرف والإرهاب، داعيا -بصفته الرئيس الدوري لمجموعة دول الساحل الخمس-، إلى تعزيز التنسيق بين جميع دول العالم لمواجهة التحديات الأمنية التي تعاني منها دول منطقة الساحل.
وأكد الغزواني في كلمته بالجلسة المغلقة لمؤتمر مسار العقبة الذي يعقد اليوم بقصر «لاميرسيد» بمدينة قرطبة الإسبانيا، أن التحديات الأمنية أصبحت تمثل تهديدا يتجاوز حدود المنطقة.
وشدد ولد الشيخ الغزواني، وفقا للوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية) على أهمية مجموعة دول الساحل الخمس "كإطار للتنسيق الاستراتيجي وتبادل المعلومات والذي يجب الحفاظ عليه وتعزيزه".
وعرض الرئيس المقاربة الموريتانية في مجال تعزيز الأمن ومحاربة التطرف والإرهاب، وهو ما لاقى تجاوبا وإشادة من المشاركين في الجلسة معتبرين أنها "مقاربة نموذجية".
وشهد رئيس الجمهورية، صباح اليوم، مراسم إطلاق مؤتمر مسار العقبة برئاسة الملك فيليب السادس ملك إسبانيا المستضيفة للمؤتمر، والعاهل الأردني عبد الله الثاني الرئيس المشارك وصاحب المبادرة، وبحضور رؤساء غانا وغينيا بيساو، وكذلك رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد، وعدد من الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية في عدة دول.
لقاء ملك الأردن
وعلى هامش المؤتمر، عقد رئيس الجمهورية جلسة مباحثات موسعة مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد سالم ولد مرزوق، ومدير ديوان رئيس الجمهورية إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وسفيري البلدين.
وتطرقت المباحثات إلى العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون الثنائي بينهما، والتنسيق المستمر في المحافل الدولية.
مسار العقبة
ويعقد مؤتمر مسار العقبة برئاسة مشتركة من ملكي إسبانيا والأردن، وهما؛ الدولة المضيفة والدولة صاحبة المبادرة.
وتخصص هذه النسخة من المؤتمر، لمناقشة قضايا الأمن والدفاع في منطقتي غرب إفريقيا والساحل، بحضور رفيع المستوى لأكثر من 200 قيادة تمثل ثلاثين دولة.
وتأتي المشاركة الموريتانية في المؤتمر بالنظر إلى ما حققته من تعزيز مكانتها كشريك أساسي في إطار مجموعة دول الساحل الخمس G-5، وما توصلت إليه من نتائج إيجابية خلال رئاستها الدورية الأخيرة للمجموعة.
وأطلق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين مبادرة قمة "مسار العقبة" عام 2015، وتعقد دوراتها سنويا برئاسة مشتركة بين الأردن والدولة المضيفة لمناقشة الملفات الأمنية والجيوستراتيجية، خاصة "الإرهاب والفكر المتطرف".
وتهدف المبادرة إلى "تعزيز التنسيق والتعاون في المجال الأمني، وتبادل المهارات والمعلومات بين الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف".