تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

أحمد ولد يحيى .. صانعُ الأفراح الكبرى في موريتانيا

ينتظر كثير من الموريتانيين لرجل الأعمال ورئيس اتحادية كرة القدم أحمد ولد يحيى بوصفه رائد نهضة كرة القدم الموريتانية، حيث تأهل المنتخب الوطني في عهده لنهائيات كأسس أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخه عام 2018. وقبل أيام قليلة تجاوز للدور الثاني من نهائيات كأس الأمم الأفريقية الجارية حاليا في ساحل العاج.

 

ولد أحمد ولد يحيى عام 1976 بنواذيبو، وهو رجل أعمال شاب مستثمر في مجال الصيد، تولى رئاسة اتحادية كرة القدم منذ عام 2011، وهو مالك نادى أف سي نواذيبو، وعضو لجنة الأخلاقيات بالاتحاد الدولي لكرة القدم ممثلا لأفريقيا منذ 2012، ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منذ 2019. 

 

أهل العزم

لا شيء يُذكِّر أهلَ موريتانيا هذه الأيام بقول المتنبي: عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ .. كما يذكرهم رئيسُ اتحادية كرة القدم أحمد ولد يحيى. فقد كان يمكنُ لابن مدينة نواذيبو أن يظل هناك يتفيأ من ظلالها، وينعم بما كست يداه من نجاحات رياضية ومالية في عز شبابه، بل كان يمكنه أن يكون فتى الحي بلا منازع، يتحرك في دائرة ضيقة لا شيء يكدر عليه صفو الحياة فبقليل من الجهد وبدون أضواء منزعجة كان يمكنه أن يعيش حياةَ الملوك في عاصمة البلاد الاقتصادية، نواذيبو، المدينة الهادئة، والبادرة بمعنى الكلمة في دلالاتِها المحلية.

 

لكن ولد يحيى آمن بحلمٍ كبير، في وقت كان شعبُ موريتانيا، كَكُلِ شعوب العالم يتابع الساحرةَ المستديرة، لكن من بعيد.. كرة الآخرين تجوبُ ملاعبَ الآخرين.

 

 

شخّص فعالج..

ظهر ولد يحيى عام 2011، وكان ظهوره بمثابة المنقذ للكرة الموريتانية، حيث شخَّص مرضها بأنه الخمول، مستدركا أن ذلك ليس قدرها، وأتبع القول بالعمل، كان ذلك عام 2011، وتوالت النجاجات.. قال حينها «إن الخمول الذي تعاني منه كرة القدم الموريتانية ليس قدرًا محتومًا حتى نستسلمَ له، ولكنه مرضٌ يحتاج إلى علاج»

 

وبعد عامين من العمل، وتحديدا عام 2013، سجلت كرة القدم الموريتانية أولَ حضور لها في منافسة قارية، بتأهل الفريق المحلي لنهائيات كأس أمم أفريقيا للمنتخبات المحلية، التي أقيمت في جنوب إفريقيا.

 

 

صعودٌ إلى المجد..

بعد توليه رئاسة الاتحادية بـ6 أعوام، وتحديدا عام 2019؛ اعتلى ولد يحيى ورفاقُه أولى محطات المجد الكروي الموريتاني، حيث تأهل المنتخب الوطني لنهائيات أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخه. فرحَ ولد يحيى يومئذ، كما لم يفرحْ من قبل، لقد تمكن من علاج الخمول بعد سنوات من العمل.

 

لقد فرح الموريتانيون يومها فرحا لا مزيدَ عليه .. طافوا الشوارع وطافت أخبارهم العالمَ أجمعْ، لكن حلم ولد يحيى ما لبث أن كَبُرَ وتنامى، ففي لحظة حاسمة، قال بواقعية حالمة إن موريتانيا ستكون أمةً من أمم كرة القدم.

 

أما اليوم، وبعد 5 أعوامٍ منذ لك الحدث؛ تمكن المرابطون من تحقيق المفاجأة في كأس أمم أفريقيا، بتأهل تاريخي للدور الثاني، مُقصِياً المنتخب الجزائري في واقعة كورية تاريخية.

 

 

رجلٌ غير قانع..

يقول عارفون بولد يحيى، إنه ليس قانعا بما توصل له، فطموحُه كبير للكرة الموريتانية ... ما يزال يحلم... وما زالت تشكيكات البعض تزيده مضاءً وعزمًا نحو تحقيق حلمه الكبير، حلم يُدخِل الفرحة مرة بعد مرة إلى كل بيت موريتاني.

 

 

لقد نجح ولد يحيى، حتى الآن، بطموحِه الكبيرِ في جعل اسم البلاد يُردَدُ في المحافل الدولية، مُضِفيًا عليها قيمةً سياسية ودبلوماسية واقتصادية في عالم تُعدُّ كرة القدم أداة التواصل الرئيسية فيه. إذ تكاد تكون المشترك الأوحد بين شعوب المشرقين والمغربين.

 

ومع كل ذلك فإن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في سياق كهذا هو؛ من سيكتشف أمثال أحمد ولد يحيى؟ ومن سيمنحهم الفرصة لتقديم ما لديهم من خدمة لهذا الوطن؟ ... في ظل موجات كاسرة من التمييع الممنهج والعدمية المتنامية.

22:32 - 2024/01/28