قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إن عشرَ سنوات على مرت اعتماد خطة العشرية الأولى في إطار تنفيذ أجندة 2063، وهي أساسُ إعداد الخطط التنموية متوسطة المدى للدول الأعضاء، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، وأجهزة الاتحاد الافريقي.
وتابع الغزواني خلال كلمته بالدورة السابعة والثلاثون العادية للاتحاد الإفريقي التي تترأسها بلادنا، إن هذه السنوات العشر لم يكن فيها الظرف الإقليمي والدولي مؤاتيا، فالأزمات المتلاحقة، والمتزامنة أحيانا كثييرة، الصحيةُ، والبيئيةُ، والاقتصادية، والأمنية، فاقَمَت، بمفاعيلها السلبية، حجمَ التحديات التي تواجه القارة، فشكلت بذلك عراقيل قوية، أعاقت أحيانا كثيرة، وأبطأت أخرى، إحرازَ التقدم المأمول في تنفيذ أجندة 2063.
نجاحات إقليمية:
واستدرك الغزواني أنه رغم هذه الظروف فإن تقدما مبشِّرا تم إحرازه في العديد من المجالات من قبيل التقدم في مسار منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، بإنجاز المرحلة الأولى بنجاح، ودخول البروتوكولات المتعلقة بتجارة السلع، وتجارة الخدمات، وتسوية المنازعات، حيز النفاذ، وبسَيْر مفاوضات المرحلة الثانية من البروتوكولات المتعلقة بالاستثمار، وحقوق الملكية الفكرية، وسياسة المنافسة، بوتيرة مقبولة، وكذلك بالعمل الجاد على إطلاق كتاب التعريفة الإلكترونية لمنطقة التجارة الحرة القارية، ودليلِ قواعد المَنشَأ الخاص بها، ومبادرتِها للتجارة الموجهة.
وأردف أنه حصل تقدم مشجع على مستوى البنى التحتية الرقمية والطرقية والكهربائية، وعلى مستوى تحرير المجال الجوي، بانضمام 37 بلدا لمنظومة السوق القارية الموحدة للطيران، وكذلك على مستوى آلية استعراض النظراء الإفريقية، والشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا NEPAD والإصلاح المؤسسي.
نوه إلى تقوية حضور القارة في المؤسسات الدولية، خاصة بدخولها كعضو دائم في مجموعة العشرين G20 .
إصلاح المنظومة الأممية:
وشدد الغزواني على الحاجة الماسة إلى إصلاح منظمة الأمم المتحدة بما يضمن تعزيز حضور قارتنا في هيئاتها القيادية، وذلك بحصولها على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.
إصلاحات دولية:
وأوضح الغزواني أنه سيسعى باسم الاتحاد الإفريقي، وبدعم قياداته، إلى تكثيف الجهود على مختلف هذه المسارات، وعلى مسارات إصلاح منظومة التعاون متعدد الأطراف وهيئات الدعم الإنمائي العمومي، لاستحداث ميثاق جديد لتمويل التنمية، يكون أكثر مرونة، واستدامة،، وأسرعَ في التمكين من النفاذ إلى التمويل، على نحو لا يُفاقم مشكل المديونية. ولا يفوتني هنا التنويهُ بالجهود القيمة للبنك الافريقي للتنمية في هذا السياق.
وتابع أنه سيعمل على قيام نظام دولي متعددِ الأطراف أكثر توازنا وإنصافا ومراعاة للدول الأقل نموا، يكون لقارتنا فيه صوت مسموع، وقدرةٌ فعالة على التأثير.
وشدد الغزواني على أن النظام الدولي في صيغته الحالية، يطبعه الكثير من الحيْف والكيل بمكاييل متفاوتة، غالبا على حساب الدول الأكثر ضعفا، والأقل نموا كما الحال غالبا مع قضايا وحقوق دول قاراتنا.
واستدل الغزواني على حاجة النظام الدولي إلى الإصلاح، بما يجري بقطاع غزة، من قتل وتدمير، وخرق لمبادئ الشرعية الدولية، وحقوق الإنسان، مع إحجام المجتمع الدولي، عن وضع الثقل المطلوب لإحراز وقف إطلاق نار فوري، وإدخال المساعدات، والشروع في التأسيس لحل شامل، ودائم، يُؤَمِّن حق الفلسطينيين الأصيل في قيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وأعرب الغزواني عن فخره بمواقف الاتحاد الإفريقي الرافضة للظلم، المناصرة للقضايا العادلة والمتمسكة بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.