قال الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر إن الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيداله استدعاه إلى مكتبه في رئاسة الجمهورية صيف 1984 وسلمه "حقيبة كبيرة" ملآى بأوراق لفرنك الأفريقي قائلا: هذه هدية من الرئيس عمر بونغو يجب دفعها إلى الخزينة العامة.
جاء ذلك في تقديم ولد ببكر لكتاب "تأمل في مسار مهني" لوزير الاقتصاد والمالية الأسبق محمد ولد الناني.
وتابع ولد ببكر: أتيحت لي الفرصة أن ألاحظ سلوكا نموذجيا من جانب بعض رؤساء دولتنا الذين عاشرتهم. ففي صيف 1984 استدعاني الرئيس محمد خونه ولد هيداليه بعد تعييني مديرا عاما للخزينة، فأدخلني مدير ديوان الرئيس محمد عبد الرحمن ولد صيبوط إلى مكتب الرئيس الذي ناولي الحقيبة المذكورة.
وذكر ولد ببكر أنه أتيح له في مناسبات عديدة أخرى نفس الموقف من جانب الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد للطايع تجاه التبرعات التي ترد عليه من الخارج.
وحكم ولد هيداله، وهو عسكري برتبة مقدم، موريتانيا ما بين يناير 1980 حتى دجمبر 1984، وأطاح به انقلاب عسكري قاده قائد الأركان حينها العقيد معاويه ولد سيد أحمد للطايع.
ووفق موقع كادر cadre.mr المختص في أخبار وسير أطر موريتانيا فإن ولد ببكر من مواليد 1957 في أطار، خريج المدرسة الوطنية للإدارة عام 1980، وحاصل على شهادة عليا في القانون الاقتصادي من جامعة أورليان الفرنسية عام 1982، بدأ مساره المهني في وزارة المالية، حيث شغل ما بين فبراير 1983 وابريل 1992 منصب رئيس للخزانة الجهوية بولاية داخلة نواذيبو، ثم اختير مستشارا فنيا لوزير الاقتصاد والمالية، فمديرا للخزانة والمحاسبة العمومية، ومديرا للوصاية على الشركات العمومية، ومديرا للميزانية، ومراقبا ماليا للدولة، ومديرا للتخطيط، ومديرا من جديد للخزانة والمحاسبة العمومية، قبل أن يعين وزيرا للمالية.
ومع بداية المرحلة الديمقراطية عام 1992 اختير وزيرا أول، وكان حينها أصغر رئيس حكومة في العالم، خرج من الوزارة الأولى في يناير 1996 ليشغل منصب الأمين العام للحزب الجمهوري الحاكم، ثم وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية فمديرا لديوان رئيس الجمهورية. وفي السنوات الأخيرة لحكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع تولى ولد ببكر منصب السفير لدى باريس، وبعد الإطاحة بولد الطايع في انقلاب عسكري تم تعيينه وزيرا أول مرة أخرى ما بين أغسطس 2005 وأبريل 2007، وبعد ذلك عاد للعمل الدبلوماسي سفيرا في مدريد والقاهرة ثم نيويورك، ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2019 وحصل على 17,8 في المائة ليحل في المرتبة الثالثة. فضلا عن كونه واحدا من أبرز أطر موريتانيا خلال أربعة عقود إلا أنه معروف باهتماماته الثقافية والشعرية ويحظى باحترام كبير في الإدارة الموريتانية.