استعرض وزير الدفاع الوطني حنن ولد سيدي أمام مؤتمر ميونخ للأمن مقاربات تشاركية ومنسقة بين الساحل وحلفائه للتحول إلى الاستقرار والازدهار.
وجاء عرضُ الوزير خلال مشاركته، في حلقة نقاش بعنوان "الشراكات المهجورة: إعادة ضبط الاستراتيجيات لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل"، بمؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا.
وشدد الوزير على أن "تبني مقاربات تشاركية ومنسقة بين الساحل وحلفاءه سيحول منطقة الساحل إلى منطقة مستقرة ومزدهرة للأجيال القادمة".
وأوضح الوزير عدة أفكار تقوم عليها هذه المقاربات كالتالي:
الفكرة الأولى: تتعلق بالتعاون الشامل ويركز على منع نشوب الصراعات وتعزيز قدرة دول الساحل على الصمود
الفكرة الثانية: تعزيز التنسيق بين الإستراتيجيات والمبادرات المختلفة المتعلقة بدول الساحل
الفكرة الثالثة : تعزيز التعاون بين دول الساحل لأن لديها الكثير من العوامل المشتركة
الفكرة الرابعة: الاتحاد الأوربي شريك أساسي لدول الساحل وعليه زيادة الدعم وتسريع جميع الإجراءات لكي يقدم العون والمساعدة لدول الساحل.
تعزيز قدرات الدفاع
وأضاف الوزير أنه من خلال تبني المقاربة التشاركية والمنسقة ستتعزز قدرات الدفاع والأمن لدى دول الساحل، مشيرا إلى أن التركيز على منع الصراعات ودعم التنمية الاقتصادية الشاملة سيساهم في بناء وتطوير منطقة مستقرة ومزدهرة للأجيال القادمة وبذلك نكون قد حولنا منطقة الساحل إلى منطقة فرص.
وكان وزير الدفاع قد تطرق في بداية مداخلته إلى أن هناك صراعات ونزاعات في التجمعات التي تعاني من الفقر والتصحر بمنطقة الساحل وذكر الوزير أن منطقة الساحل العزيزة عليه عانت ولازالت تعاني من الإرهاب كما تشهد هذه المناطق هجرات ناجمة عن التغير المناخي.
وشارك الوزير بالدورة الـ 60 لمؤتمر ميونخ للأمن خلال الفترة من 16 إلى 18 فبراير 2024 إلى جانب عدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسئولين من عدد كبير من الدول، فضلاً عن مشاركة عدد من رؤساء المنظمات الدولية وقادة الفكر، لمناقشة الوضع الدولي الراهن وأبرز التحديات الأمنية والإستراتيجية والأزمات على الساحة الدولية .
كما اجتمع وزير الدفاع الوطني الفريق حنن ولد سيدي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، على هامش مشاركتهما في اجتماعات مؤتمر ميونخ للأمن، اتصالاً بتعزيز أوجه التعاون المشترك بين البلدين.
وأشاد الوزير بعمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين، مشدداً على دعم موريتانيا الكامل للمصالح المصرية في كافة الأطر وداخل أروقة الاتحاد الأفريقي.
كما أكد الوزير على أنه فيما يتعلق بالتحديات الأمنية المحدقة بمنطقة الساحل والصحراء، وأن بلادنا تعول على تعزيز التعاون مع مصر، وذلك على ضوء الخبرات الأمنية الكبيرة التي تحوزها مصر اتصالاً بمكافحة الإرهاب.
وشدد على أهمية دور المؤسسات الدينية لمجابهة الفكر المتطرف، وعلى رأسها الأزهر الشريف، الذي يعد منارة الفكر الوسطي في العالم الإسلامي.
أهمية المؤتمر:
ويشكل مؤتمر الأمن منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسات الأمنية. إذ يعد المكان الوحيد، الذي يجتمع فيه كم هائل بهذا الشكل من ممثلي الحكومات وقادة وخبراء في الأمن معاً. المغزى من المؤتمر لا يتمثل في برنامجه وحده.
ويقدم المؤتمر للفاعلين السياسيين التواصل بشكل غير رسمي في الممرات وتبادل الآراء داخل غرف الاجتماعات، والتعرف على بعضهم البعض، والاستفادة من المواقف، ورسم خطوط حمراء، أو تبادل الأفكار لحل النزاعات.
جدول الأعمال:
وتصدرت الحروب في أوكرانيا وغزة، فضلا عن قضايا الهجرة وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي، جدول أعمال المؤتمر. كما تناول المؤتمر موضوعات مهمة، مثل دور أوروبا في الأمن والدفاع، والرؤى الجديدة للنظام العالمي، والتداعيات الأمنية لتغير المناخ وغيرها من النقاط.