كتب وزير الاقتصاد والمالية الأسبق محمد ولد الناني عن مواقف ذات دلالة للعلامة الموريتاني البارز محمد سالم ولد عدود، رحمه الله، حينما كان الأخير وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي في إحدى حكومات الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع.
وكتب ولد الناني في مذكراته التي صدرت تحت عنوان "تأمل في مسار مهني" أن ميداني الثقافة والتوجيه الإسلامي تتطلب إدارة تعايشهما شخصية في عيار الشيخ عدود، حيث برهن على ذلك بمناسبة مشاركة له في أمسية ثقافية بالسفارة الفرنسية بنواكشوط.
وتابع ولد الناني: خلال فترة الاستراحة، توجه الوزير محمد سالم إلى السفير الفرنسي، ليقول له، "إن وزير الثقافة يشكركم على هذه الأمسية الممتعة، وإن وزير التوجيه الإسلامي يتعين عليه أن ينسحب".
ويحكي ولد الناني موقفا آخر ذا دلالة حصل للعلامة عدود لدى مغادرته الحكومة في تعديل وزاري، وهو "دليل آخر على قدرة محمد سالم ولد عدود على تلطيف الأجواء، فلدى مغادرته للحكومة إلى وظيفة أخرى سامية، واستقبل خلفه في وزارة الثقافة والتوجيه الإسلامي وأظنه المرحوم ديدي ولد بونعامه، لتبادل المهام وتقديم المعاونين، قال له ممازحا في ختام اللقاء، إنه لو كان يعرف سبب خروجه من الحكومة لذكره له ليتجنبه".
ويعد العلامة عدود من أبرز علماء موريتانيا خلال القرن الماضي وبداية القرن الـ 21، وقد ولد عام 1929 وتوفي في إبريل عام 2009 عن 79 عاما، عُرف خلالها بالعالم والفقيه ذائع الصيت، كما تولى مناصب سامية من بينها رئيس المحكمة العليا ما بين 1984 و1987، وشغل منصب وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي ما بين 1987 و1992، ثم رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى بين 1992-1997.
18:29 - 2024/03/05