قال الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إن هدفه الأسمى -كان وسيظل- هو تحقيق الوحدة الوطنية ودعم عوامل الانسجام الاجتماعي، وتقوية وشائج الأخوة والقربى بين مختلف مكونات الشعب، مشيرا إلى أن وحدتنا الوطنية هي أساس استقرارنا، وخطنا الدفاعي الأول، وحصننا المنيع في وجه كل التحديات.
وأضاف ولد الشيخ الغزواني في رسالة موجهة للشعب أعلن خلالها ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، أنه ما من إصلاح اعتمده أو مشروع أو برنامج نفذه إلا وهو يخدم، بشكل مباشر أو غير مباشر، هذا الهدف السامي.
وأردف ولد الشيخ الغزواني أنه يدرك بجلاء أنما تشهده مناطق كثيرة في العالم من عدم استقرار سياسي واجتماعي، وأحيانا أمني، مردُّه في المقام الأول إلى تصدُّع عواملِ الانسجام بين مكوّنات الشعب الواحد، وسيادة منطق التخوين والإقصاء على منطق الحوار والتشاور.
وأكد الغزواني أنه حرص فور انتخابه على ألاّ تتحول الأزمة السياسية والمؤسسية التي كانت تعيشها بلادُنا إلى أزمةٍ متجذرة، مشيرا إلى أنه بادر إلى الاتصال بكل شركاء الوطن، دون استثناء، داعيا إياهم إلى اعتماد أسلوبٍ جديد، قوامُه التهدئةُ السياسية، والحوارُ والتواصلُ في كل ما يخدم القضايا الكبرى للوطن.
وواصل ولد الشيخ الغزواني حديثه بالقول "لقد نجحنا، بعون من الله وبفضل جهود كافة الشركاء، في نقل العلاقة بين مكونات المشهد السياسي الوطني من القطيعة والتنافر والتخوين إلى التهدئة والحوار والتفاهم. فغدا الاختلاف هادئاً، وأضحى التنوع ثراءً، والتباين متفهَّماً في نطاقه وانحصر الخلافُ السياسي في إطاره الصحيح: اختلاف مشاريع، وتباين آراء، وليس حرباً مفتوحة أو مضمارَ إساءةٍ وتجاوزٍ لا سقف له ولا خطوطَ حمراء.
ونبه ولد الشيخ الغزواني على أن حرصه على أن يسود منطقُ التشاور والاحترام والتقدير لم يقتصر على النخبة السياسية فقط، بل أراد له أن يكون ناظما للعلاقات بين مختلف مكونات الشعب وكافة المواطنين، مذكرا في هذا الإطار، بخطاب في وادان وإعلان جول اللذيْن خرجا من مشكاةٍ واحدة كنهُها هو السعي إلى تعزيز ما يجمع، وإلى الوقوف في وجه كلما يضرّ باللُّحمة والانسجام المجتمعييْن. وفق تعبيره.
وتابع الغزواني قائلا "على أساس هذه القاعدة، وقفنا ضد كل ما يفرق، من المسلكيات التي تخل بانسجام التعايش المشترك، ومن رواسب الظلم في موروثنا التاريخي، ومن الصور النمطية الزائفة التي تجافي الفطرة السليمة، وتناقض مقتضيات الشرع والقانو
ن، وتضرُّ بالوحدة الوطنية والوئام الاجتماعي. كما وقفنا في وجه منطق الخطابات القبلية، والشرائحية، والفئوية، لمنافاتها مفهوم ومتطلبات الدولة الوطنية الحديثة".
وعبر الغزواني عن إدراكه الجيد أن كل هذه الجهود لن يكون أثرها على الوحدة الوطنية، وعلى التنمية الشاملة، عميقا ومستداما، إلا بقدر ما يواكبها ويؤازرها من عملٍ موازٍ على صعيد مكافحة الفقر والهشاشة والإقصاء، وعلى صعيد الاهتمام بظروف المواطنين الكادحين الشرفاء من ذوي الدخل المحدود، مضيفا أنه علاوة على كون ذلك يمثل واجبا وطنيا ودينيا، فهو بالنسبة له قناعة بالفطرة، وتوجها سياسيا صادقا، إيمانًا بضرورة تعزيز الوحدة والاستقرار، وتقوية الشعور بالانتماء إلى وطنٍ عطوف، يهتم بكل أبنائه.