نشر مركز أفريك 21 "مجتمع الاقتصاد الأخضر في افريقيا" دراسة للباحث جان ماري تاكولو بعنوان : " موريتانيا تختار الهيدروجين لإزالة الكربون من إنتاج الحديد".
وأكدت الدراسة أنه بينما لا يزال قطاع الهيدروجين في طور الإنشاء، ترغب موريتانيا في الاستفادة من هذا الحل الجديد نسبيًا لإزالة الكربون من إنتاج وتصدير حديدها إلى السوق العالمية، وهذا هو هدف الشراكة التي تم توقيعها مؤخرًا مع شركة الطاقة الأسترالية CWP Global.
وأضافت الدراسة أنه بموجب الشراكة الموقعة مؤخرًا بين الشركة الوطنية للصناعة والتعدين (SNIM) وشركة الطاقة الأسترالية CWP Global، ستقوم موريتانيا بإنشاء مركز لإنتاج خام الحديد المختزل مسبقًا، والذي سيتم بعد ذلك تحويله إلى حديد مقولب على الساخن (HBI) باستخدام الهيدروجين الأخضر.
ويعد الحديد المقولب على الساخن HBI هو شكل متفوق من خام الحديد الذي تم ضغطه عند درجة حرارة تزيد عن 650 درجة مئوية (في وقت الضغط) وله كثافة تزيد عن 5000 كجم / م 3. وفقًا للجمعية الدولية للمعادن الحديدية (IIMA)، تم تطوير HBI للتغلب على المشكلات المرتبطة بشحن ومعالجة خام الحديد المختزل مسبقًا.
إنتاج إتش بي آي
يُنظر إلى HBI الذي يتم إنتاجه باستخدام الهيدروجين الأخضر على أنه عنصر رئيسي في إزالة الكربون من صناعة الصلب، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب عليه مع تنفيذ أوروبا لسياسات وأهداف إزالة الكربون الصناعية.
ويحل Green HBI محل معالجة الحديد الخام التي تتم حاليًا بواسطة الأفران العالية، والتي تنبعث منها حوالي طنين من ثاني أكسيد الكربون (CO2) لكل طن من الحديد "المختزل" لصنع الفولاذ.
وبحسب شركة الطاقة الأسترالية CWP، فإن المشروع الذي تم تطويره بالتعاون مع SNIM سيخفض ملايين الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
كما سيتم توفير الهيدروجين الأخضر والماء والكهرباء التي ستعمل على تشغيل إنتاج HBI في موريتانيا من قبل CWP كجزء من مشروع "أمان".
ويهدف هذا المشروع، الذي تم إطلاقه عام 2022 بموافقة السلطات الموريتانية، إلى تطوير قدرة إنتاجية تبلغ 30 جيجاوات من الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
دعم تطوير صناعة الصلب
وتتوقع CWP أن تكون قادرة على إنتاج 1.7 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا للاستخدام المحلي والتصدير.
ومن شأن تطوير هذه الطاقة أن يدعم إزالة الكربون من صناعة الصلب في الوقت الذي تريد فيه موريتانيا أن تصبح رقماً رائدا في سوق الحديد العالمية.
وتنتج شركة اسنيم، التي تحتكر إنتاج الحديد، ما بين 12.7 و13 مليون طن سنويا، مما يجعل موريتانيا خامس عشر أكبر منتج للحديد في العالم والثاني في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا. ويجري حاليًا تطوير مشاريع جديدة في البلاد، على أمل تحقيق إنتاج يصل إلى 40 مليون طن سنويًا.