أكدت الأستاذة الجامعية الدكتورة زينب بنت محمد حامد أن من أولويات المرحلة الحالية هي إصلاح الإدارة، وتعزيز اللامركزية، وتعيين أصحاب الكفاءة، وتعزير الرقابة على المشاريع العمومية.
وفي مقابلة مع موقع "كادر"، حول أولويات المرحلة الحالية، توقعت بنت محمد حامد أن تكون المأمورية الثانية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، مفصلية في تاريخ موريتانيا، ومرحلة تصحيح وعمل.
واعتبرت بنت محمد حامد أن "موريتانيا تعاني من بيروقراطية متجذرة ومركزة الإدارة؛ منبهة إلى أنَّ "عدم خبرة بعض المسؤولين تلقي بصعوبة كبيرة وبطء شديد على كاهل المواطن الموريتاني".
ودعت الأكاديمية الموريتانية إلى التركيز على اللامركزية وتفعيلها بشكل أكبر ضمن أولويات المرحلة المقبلة، تزامنا مع بداية مأمورية رئاسية جديدة، رغم أن هناك خطوات بذلت في هذا الاتجاه إلا أنها لا تزال غير كافية.
وأشارت بنت محمد حامد إلى أن لكل ولاية من الوطن خصوصياتها الاقتصادية ويجب أن تتناسب المشروعات التي تنفذ فيها مع هذه الخصوصية، وأن تكون مشروعات تفيد الشباب من أبناء كل من منطقة.
ونبهت الأستاذة الجامعية إلى أن خطاب الرئيس ولد الشيخ الغزواني تميز بمسحة أخلاقية، قائلى: "وجود أبعاد أخلاقية جد مهمة في خطاب المرشح الذي اختاره الشعب الموريتاني رئيسا للبلاد في مأمورية ثانية، كان أحد أسباب استقطاب كثير من نخبة موريتانيا للمرشح ولحملته".
وذكرت بنت محمد حامد أنَّ من أهم هذه الأخلاقيات جو التهدئة وقيم الخطاب الجمعي، في حين يتصور البعض أن السياسية خالية من الأخلاق ومتنافية مع القيم، إلا أن خطاب الغزواني كان قائما على "الأخلاق والاختلاف بالأدب".
وأشارت بنت محمد حامد إلى أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني اختار عنوانا لمأموريته هو مأمورية الشباب، معتبرةً أن هذه المأمورية أعطت الأمل والتفاؤل للشباب، مشيرة إلى أهمية اختيار نوعية الشباب المؤهلِ للقيادة، والتسيير، مع ضرورة استفادة موريتانيا من مختلف أطرها.
ولفتت الأستاذة الجامعية إلى أن الأماكن التي تحتاج إلى قدرات الشباب كثيرة سواء على مستوى صنع القرار أو الإدارة؛ مضيفة أن هناك أماكن أخرى تحتاج إلى التجربة والخبرة ويجب إسنادها إلى مَن يصلحون للمهمة، مع تجاوز فكرة صراع الأجيال.
وأردفت بنت محمد حامد أن موريتانيا بشكل عام وخاصة الشباب مصاب بإحباط لا سيما أنه لم يتم الاهتمام والالتفات إليه في مراحل معينة، مرجعة أسباب موجة العدمية إلى تعثر العديد من المشاريع بموريتانيا في مرحلة ما، إضافة إلى التدوين السلبي غير البناء الذي خَلَّفَ حالة من الإحباط والسوداوية، ولتجنب استفحال هذه الظاهرة، تضيف، يجب القضاء على "ظاهرة المشاريع المتأخرة، ومحاسبة ومراقبة مسيري الشأن العام".
واختتمت الأكاديمية الموريتانية حديثها بالتأكيد على "ضرورة اختيار حكومة بناء على معايير الكفاءة لتكون حكومة تَجمعُ بين الخبرة والتجربة، وضرورة مكافحة الفساد ومحاسبة وإبعاد أي مسؤول تقاعس عن دوره".