تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

الابتكارات الرقمية لمكافحة الملاريا في موريتانيا (ترجمة كادر)

نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا حول تعاونها مع الحكومة الموريتانية لمكافحة الملاريا من خلال الابتكارات الرقمية.


ويوضح الدكتور عمار علي سالم، المنسق الوطني لبرنامج الملاريا: "لقد استهدفنا المناطق الثماني الأكثر تضرراً من خلال الجمع بين الأساليب الثابتة والمتنقلة للوصول إلى المجتمعات البدوية". "في بعض المناطق المستهدفة، تبين أن 40% إلى 50% من الحالات المشتبه فيها مصابة بالملاريا، خاصة خلال موسم الأمطار.


ويرى التقرير أنه في موريتانيا، لا تزال الملاريا آفة كبرى، حيث تم تسجيل 212 ألف حالة في عام 2022. وعلى الرغم من التقدم المحرز، يظل المرض السبب الثاني للاستشارات الطبية في البلاد، بنسبة 17٪. وفي المناطق الثماني التي يستوطنها المرض، تشكل الملاريا السبب الأول للزيارات الطبية خلال فترات انتقال العدوى الموسمية العالية.


التقنيات الحديثة:

وقد استفادت موريتانيا، من إدخال تقنيات الرصد والتقييم، ونشرت منظمة الصحة العالمية 20 خبيراً لإعداد أدوات الجمع الرقمية وتدريب نقاط الاتصال على استخدامها، عبرَ برنامج المعلومات الصحية للمنطقة (DHIS2)، وهو منصة لجمع البيانات وإدارتها وتحليلها، تمكن العاملين من التقاط المعلومات في الوقت الفعلي باستخدام الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر لرصد المؤشرات الصحية بسرعة وكفاءة، مع ضمان الإدارة المركزية والمتماسكة للحملة.


ويقول الدكتور محمد سوماري لاسانا، المساعد الفني الصحي الإقليمي في كيديماغا : "بفضل هذه الأدوات الجديدة، تمكنا من إحصاء أكثر من 600 ألف أسرة وحساب معدل تغطية بنسبة 91%، وهو ما يتجاوز التقديرات الأولية، وأتاحت هذه البيانات اكتشاف الانحرافات في الوقت الفعلي وإجراء التصحيحات بسرعة.
 

ولأول مرة، تم استخدام مجموعات المراسلة الفورية أيضًا لبناء القدرات بين ما يناهزُ 9500 عامل صحي، في حين مكنَتْ الاجتماعات الافتراضية اليومية التنسيقَ السلس لعمليات التعداد والتوزيع، وتم التسديد لمقدمي الخدمات عن طريق الدفع عبر الهاتف المحمول، مما يضمن معاملات أسرع وأكثر أمانًا من الدفع النقدي.
 

القضاء على البعوض الناقل للعدوى:

ويفيدُ التقرير بأن موريتانيا وزعت عام 2023، بدعم من منظمة الصحة العالمية، أكثر من مليون ونصف المليون ناموسية مشبعةً بالمبيدات الحشرية طويلة الأمد (LLIN) في 42 منطقة صحية في المناطق الثماني التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالملاريا، مما يعزز الجهود المبذولة في عام 2017. و2020.


وقد مكنت هذه الناموسيات، التي يمكن أن تستمر فعاليتها لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، من تقليل حالات الملاريا بشكل كبير في البلاد، كما شكلت الحملة أيضًا نقطة تحول في استخدام الأدوات الرقمية لجمع البيانات والتواصل والدفع الإلكتروني للعاملين الصحيين. وبفضل حملة توزيع LLIN هذه، التي مكنت من تغطية أكثر من 80% من سكان المناطق المستهدفة، من المتوقع انخفاض حالات الملاريا بنسبة 30% في الولايات الثماني.


وقد أنقذ استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية طويلة الأمد حياة السكان، وخصوصا حياة الأطفال دون سن الخامسة، الذين يشكلون 80% من الوفيات الناجمة عن الملاريا في البلاد.


وتقول الدكتورة شارلوت فاتي ندياي، من منظمة الصحة العالمية: "إن تأثير هذه الحملة لا يقتصر على الحد من حالات الملاريا، بل إنه يمثل أيضًا تقدمًا كبيرًا في استخدام الأدوات الرقمية للصحة العامة، وإرساء الأسس لتدخلات أكثر فعالية في المستقبل".

09:06 - 2024/09/03