سلطت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" الضوء على جهود موريتانيا لمكافحة التصحر، مؤكدة أن موريتانيا تبذل جهودا كبرى لمواجهة التصحر وتغير المناخ.
وفي تقريرها أفادت المنظمة بأن موريتانيا و10 بلدان أخرى من القارة الأفريقية أطلقت مبادرة السور الأخضر الكبير، وتمثلت رؤية السور الذي اعتمده الاتحاد الأفريقي رسميًا في عام 2007، في إنشاء مناظر طبيعية وتغيير حياة الملايين من الأشخاص.
وأوضح التقرير أنه لا يُقصد بالسور، رغم تسميته، أن يُشكّل حاجزًا ضد الصحراء، بل تجسيد فسيفساء من الأراضي المستصلحة والمعاد تشجيرها والتي تساعد المجتمعات المحلية على مكافحة التصحر وفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ، وبالتالي انعدام الأمن الغذائي والفقر.
وأكد التقرير أن موريتانيا تُمثّل حالة متميزة مع أنها ليست الوحيدة التي تكافح التصحر، مشيرا إلى أن نسبة الأراضي الصحراوية تمثل 90% تقريبًا من مساحة موريتانيا، وأصبح التهديد المتمثل في تقدّم الكثبان الرملية وتدهور الأراضي والتصحر واضحًا ومتزايدًا، وإذا ما تُركت هذه العوامل دون تدخل، قد لا تفقد المجتمعات المحلية من جرّاء ذلك منازلها وقُراها فحسب، بل أيضًا سبل عيشها ومصادرها من الأغذية والأعلاف.
ونوه التقرير إلى انه من خلال دعم أنشطة الاستصلاح في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير، يضع برنامج العمل لمكافحة التصحر التابع لمنظمة الأغذية والزراعة، والمموّل من الاتحاد الأوروبي، المجتمعات المحلية في صميم عملية الاستصلاح وإعادة التشجير، ويعالج هذه التحديات من خلال الخبرة والتدريب على اختيار أنواع الأشجار والأعشاب التي ستتم زراعتها والأماكن التي ستُزرع فيها البذور للحصول على أفضل النتائج، وكيفية حصاد المنتجات أو بذورها لاستخدامها في المستقبل.
ويوضح كبير مسؤولي الغابات في منظمة الأغذية والزراعة ورئيس برنامج العمل لمكافحة التصحر Moctar Sacande: "تغطي الصحراء ثلثي مساحة موريتانيا بالكامل. وتتركز التجمعات البشرية والحيوانية في الجنوب. ولذا، يتمثّل التدخل بالدرجة الأولى في كيفية إبطاء عملية التصحر أو احتوائها. ولكن في الجنوب، حيث توجد التجمعات السكانية، ينبغي أيضًا إجراء بعض التدخلات من أجل مواصلة تحسين خصوبة التربة وحالة الأراضي لإنتاج الأغذية والأعلاف وإدرار الدخل".
وأشار المسؤول إلى أن نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في موريتانيا، تبلغ 0.5% فقط، ويعتمد معظم الأسر على الثروة الحيوانية، لذلك فمن الضروري اختيار الأنواع الأصلية التي يمكن أن توفر الدخل أو سبل العيش للعائلات وحيواناتهم.
ويوضح التقرير بناءً على معطيات لمنظمة الأغذية والزراعة والوكالة الوطنية المعنية بالسور الأخضر الكبير في إشارة إلى قرية مفتاح الخير والمناطق المحيطة بها في منطقتي ترارزا وبراكنا: "نحن في منطقة مهدّدة بشدة بالتصحر"، "ولذلك عندما بدأنا العمل في عام 2016، حاولنا أوّلًا حماية كل ما يندرج في نطاق البنية التحتية، وفي الوقت نفسه بدأنا أيضًا في وضع الدفاعات [أراضي الاستصلاح] في مكانها، ولا سيما لحماية البنية التحتية المحيطة بالقرى، وإصلاح الكثبان الرملية التي تهدد البنية التحتية، مثل المنازل والطرقات."
ومن خلال زراعة الأنواع الأصلية المتكيّفة، مثل البلح الصحراوي (Balanites aegyptiaca)، والعشب شديد المقاومة للجفاف من صنف Leptadenia pyrotechnica، وصمغ السنط العربي (Acacia senegal أو Senegalia senegal)، يُستفاد من خبرة المنظمة في الممارسة العملية من أجل أنشطة الاستصلاح وتوفير المداخيل للمجتمعات المحلية.