
سلطت صحيفة washingtonpost الأمريكية الأشهر الضوء على "الكنوز" الملقاة في الصحراء الموريتانية، في تقرير بعنوان "في البحث عن النيازك في أقصى الصحراء الكبرى".
وقالت الصحيفة إن رئيس مكتب واشنطن بوست في غرب أفريقيا، راشيل تشاسون، رفقة المصور جاي بيترسون، والمراسل الصحفي الموريتاني علي شيخ محمد فاضل، قطعوا مئات الأميال من الطرق والمسارات الصحراوية في المناطق النائية من الصحراء الكبرى، والتقوا بعلماء وسماسرة نيازك ورعاة جامعين للصخور على طول الطريق.
وتابع التقرير أن العلماء يُقدّرون أن ما يقارب 100,000 رطل من المواد النيزكية تدخل الغلاف الجوي للأرض يوميًا، ويحترق معظمها أثناء اندفاعها في السماء، مُشكّلةً شهبًا.
ومن بين الصخور الفضائية القليلة التي تسقط على الأرض، ينتهي المطاف بمعظمها في المحيط، أما البقية فلا تُلاحظ في الغالب، إذ تمتزج مع الأحجار الأخرى، وفقا للتقرير.
وأوضح التقرير أنه في الصحراء الموريتانية، تعلّم الرعاة ما يبحثون عنه: صخور ذات سطح داكن بشكل لافت، تُعرف باسم قشرة الاندماج، فعلى الرغم من أن النيازك تسقط بنفس الوتيرة حول العالم، كما يقول العلماء، إلا أنه من السهل رصدها بشكل خاص في أماكن كهذه، حيث تبرز على خلفية الامتداد الصحراوي المفتوح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرحلة بالسيارة من العاصمة الموريتانية إلى هذه البؤرة الصحراوية النائية تستغرق 18 ساعة على الأقل، نصفها الأخير على مسارات رملية غير معبدة، ومعظم الناس فيها رعاة رحل يقضون جزءًا من العام في التنقل عبر الصحراء مع مواشيهم، قليل منهم لديهم اتصال بالإنترنت.
وفي عام 2011، أبلغ بدو في المغرب المجاور -وفقا للصحيفة- عن رؤية كرة نارية تضيء السماء، وأكد العلماء لاحقًا أن نيزكًا مريخيًا ضخمًا، أطلقوا عليه اسم "تيسنت"، قد هبط هناك، حيث وُزعت شظايا النيزك، التي يعتقد الباحثون أنها قد تحتوي على أدلة على وجود ماء على الكوكب الأحمر، بين المتاحف وجامعي التحف ومؤسسات البحث.
وكشفت الصحيفة أن هذا الحدث أثار موجة من الاهتمام في جميع أنحاء المنطقة، وانتشر الخبر حتى في أكثر المناطق عزلة في موريتانيا، وبدأ البحث.
ويقول الراعي محمد باجوما الذي يحتفظ بمنظار وأي صخور مميزة يصادفها على لوحة قيادة سيارته: "كان الأمر غريبًا بالنسبة لي. كنا نعتقد أن هذه الصخور عديمة الفائدة".
بينما يجوب باجوما وابنه الصحراء مع جمالهما، يُبقيان أعينهما على الأرض، ويؤكد باجوما أنه لم يعثر إلا مرة واحدة على حجر ذي قيمة، لكنه ما يزال متفائلًا، متذكرًا قصة راعٍ آخر عثر على نيزك ثمين للغاية لدرجة أنه تمكّن من نقل عائلته إلى المدينة.
كما التقت الصحيفة بهنون، وهو حارس أمن بدوام جزئي يبلغ من العمر 50 عامًا، درس الأدب في الجامعة ويتحدث عدة لغات، وقد اكتسب معرفة موسوعية بالنيازك، ويؤكد أن أكثرها شيوعًا هي الكوندريتات، التي تأتي من حزام الكويكبات، أما أندرها وأثمنها فهي من المريخ والقمر.
وأوضح أنه يوميا يحضر له الرعاة صخورًا؛ إلا أن واحدة أو اثنتان فقط شهريًا تُعتبران ذات قيمة، وحينها يتصل هنون بالإنترنت باستخدام الأقمار الصناعية ستارلينك في مكتب الجمارك بالمدينة وينشر صورًا على فيسبوك وتيك توك، على أمل جذب انتباه هواة الجمع.
ويؤكد هانون أن أقصى ما حققه من بيع واحد، مما اتضح أنه نوع نادر من الكوندريت، كان 55 دولارًا، أي ما يعادل تقريبًا راتبه الشهري.





