تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

كيرشت: دخول أمريكا بشكل غير قانوني يحول الهجرة إلى "كابوس"

قالت السفيرة الأمريكية في نواكشوط "سينثيا كيرشت" إن قضية الهجرة غير النظامية حظيت باهتمام عالمي لأنَّ أن عالمنا المترابط يدفع الأفراد إلى البحث عن فرص جديدة في أماكن بعيدة، وغالباً ما يتجاهلون المخاطر التي تنطوي عليها الرحلة المطلوبة للوصول إلى تلك الفرص وفق تعبيرها.


وأكدت السفيرة أن "المعرفة أداة قوية وفهم المسارات القانونية للولايات المتحدة هي الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل وأكثر أمانًا، وأن الرحلة إلى واشنطن يجب أن تكون قانونية لتجنب تحويل الحلم إلى كابوس".


وأشارت "كيرشت" في كلمتها خلال مؤتمر تحديات الهجرة، إلى "رحلات بعض الشباب الموريتانيين المحفوفة بالمخاطر إلى الولايات المتحدة وبلدان أخرى بحثًا عما يأملون في أن تكون حياة أفضل"، معربة عن ألمها بشكل خاص أنهم تخلوا عن عائلاتهم، وخاصة والديهم وأطفالهم الصغار، وما يواجهونه من صعوبات بالغة وخطرًا شديدًا أثناء رحلتهم إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة".


ولفتت إلى أن "بعض هؤلاء الشباب تعرضوا أحيانًا لظروف قاسية، والاغتصاب، والسرقة، ومواجهات مع العصابات الإجرامية، وخسارة كبيرة في المدخرات الشخصية الثمينة، مؤكدة أن كثيراً ما يعرض هذا الطريق الخطير المهاجرين لمصاعب لا يمكن تصورها، مما يعرض حياتهم ورفاههم للخطر".

فرص اقتصادية ضائعة

وأردفت أن "هذه الهجرة الجماعية، خاصة بين الشباب الموريتانيين، لا تؤدي إلى تعريض حياتهم للخطر فحسب، بل إنها تعيق أيضًا التنمية الاقتصادية في موريتانيا".

واستدركت أنه "عندما يغادر الشباب الموريتاني، تفقد البلاد الموارد الثمينة، والقوى العاملة، والمهارات، والخبرة، والطاقة، والطموح اللازم لضمان ازدهار موريتانيا ورفاهيتها في المستقبل".

وتابعت أنه في يتمتع ما أسمته "الحلم الأمريكي" بجاذبية ألهمت المهاجرين من جميع أنحاء العالم لمئات السنين، يجب أن ندرك الإمكانات الهائلة والفرص الاقتصادية هنا في موريتانيا، لا سيما في قطاعات مثل التعدين والطاقة والسياحة وصيد الأسماك والزراعة والتنمية و الخدمات، وتقول سينثيا كيرشت: "وباعتبارنا شركاء لموريتانيا، لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما نشاهد أحلام هؤلاء الشباب المحطمة".

وأردفت:" قد يبدو القفز فوق الجدار بمثابة حل سهل للتحديات الاقتصادية أو الاجتماعية التي نواجهها هنا في الوطن، ولكن كما ينص شعار هذا الحدث، هناك فرص "للبقاء والسعي والنجاح" هنا في موريتانيا".

‏وشددت على "ضرورة خلق بيئة مواتية للتكامل من خلال تنفيذ سياسات عامة شاملة، وتسهيل الوصول إلى الخدمات وفرص العمل، وتعزيز التماسك الاجتماعي، ودعم تنمية الشباب".

الحلم الموريتاني

وأوضحت أنه بينما تبدأ هذه الحملة لبناء الحلم الموريتاني، الذي لا يقل جاذبية عن الحلم الأمريكي، فإن بلادها تشجع الأفراد على أن يصبحوا متطلعين لمستقبلهم.
.
واختتمت السفيرة، بشكر جمعية مكافحة الهجرة السلبية على مساهماتها ودعمها المتميز في معالجة هذه القضايا.
كما عبرت عن شكرها الجزيل للحكومة الموريتانية على مشاركتها في تنظيم هذا المؤتمر المهم، والتأكيد على التزامها بالشراكة مع الولايات المتحدة.
كما أعربت عن شكرها للمجلس الأعمال الأمريكي الموريتاني وشركة Kosmos Energy على دعمهما الذي لا يقدر بثمن، وفق وصفها.


"أنا مقتنع بأن مناقشاتنا ستقودنا إلى استنتاج مفاده أن الجهود التعاونية ضرورية للحد من الهجرة غير الشرعية وخلق رؤية مشتركة لموريتانيا تجعل البقاء في الوطن للاستثمار في نفسك وفي بلدك خيارًا جذابًا ومعقولًا"، تقول السفيرة الأمريكية.

21:43 - 2024/02/13