أعرب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني عن شكر حكومة وشعب جمهورية إثيوبيا الفدرالية على الاستقبال الأخوي وكرم الضيافة خلال انعقاد القِمم المختلفة للاتحاد الإفريقي في هذه العاصمة الأفريقية الجميلة.
وعبر الغزواني خلال كلمته بالدورة السابعة والثلاثون العادية التي تترأسها بلادنا، عن تقديره للثقة التي منحتها الدول الإفريقية لبلادنا خاصة قادة شمال إفريقيا، الذين اختاروه للاضطلاع بهذه المهمة النبيلة في خدمة الاتحاد الإفريقي.
وأكد الغزواني أنه يدرك حجمَ ما يترتب عليه من مسؤوليات جسيمة، خاصة في الظرف الحرج والحساس الذي تمر به قارتنا والعالم عموما، وأن تحمله لهذه المسؤولية سيكون في إطار من التشاور الدائم والتنسيق الوثيق مع الزعماء الأفارقة.
وتوجه الغزواني بالشكر للرئيس غزالي عثماني رئيس جمهورية القمر المتحدة، على على ما بذله من جهود خلال عام رئاسته للاتحاد للدفع بالاتحاد في اتجاه تحقيق طموحات الشعوب الأفريقية، مثَمِّنا، ما يؤديه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقس وفريقُه وسائرُ هيئات الاتحاد الافريقي من دور بناء في سبيل الإصلاح المؤسسي للاتحاد عملا على رفع مستوى أدائه، نجاعةً وفعالية.
أجندة 2063
ويرى الغزواني أن ما كان يتطلع إليه الآباء المؤسسون للاتحاد هو، في جوهره، ما بني عليه أجندة 2063 المترجِمة للخطط الرامية إلى قيام إفريقيا التي نريدها: "إفريقيا متكاملة ومزدهرة، يسودها السلام، ويُمْسِك مواطنوها بزمام قيادتها، وتُمثِّلُ قوة ديناميكية في الساحة الدولية".
ونوه إلى أن حظوظ نجاح الخطط والاستراتيجيات المُعَدَّة لتحقيق هذا الهدف الأسمى مشروطةٌ باستثمار فعال في المصادر البشرية، يوفر تعليما شاملا، ذا جودة عالية ومنفتحا على العلوم والتقنيات.
وتابع أن اعتماد " تعليم إفريقي يواكب القرن الواحد والعشرين: بناءُ أنظمة تعليمية مرِنة لزيادة الوصول إلى التعليم الشامل والمستمر والجيد والملائم في إفريقيا." " موضوعا لهذه السنة، لَانتِقاءٌ في منتهى الوَجاهة.
التعليم والشباب
وأوضح الغزواني أن التعليم، منطلقُ كل فعل تنموي مستدام، ورافد قوي للأمن والاستقرار وبه اكتسابُ وتطويرُ المهارات، التي تفتح آفاق فرص العمل الملائمة، وتعمل على تقليص دوائر البطالة، والفقر، والهشاشة.
وركز الغزواني في خطابه على الشباب الذي يشكل حاليًا حوالي 62٪ من سكان إفريقيا، مشيرا إلى أن ضياعُ شبابنا ضياع لقارتنا وشباب غير متعلم شباب ضائع، وأن مشهد ملايين الشباب الأفارقة، المفتقِرين إلى المهارات الأساسية، العاطلين عن العمل في بلدانهم أو المتزاحمين في قوارب الموت، على مختلف مسارات الهجرة غير النظامية، بفعل انسداد آفاق العيش الكريم، والمشاركة الفعالة في بناء أوطانهم، لأمرٌ يَحُزُّ في النفس، ويؤكد الحاجة الماسة إلى إحداث ثورة في منظوماتنا التعليمية.
وأردف أن قارتنا هي الأكثرُ تأخرا على طريق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، بسبب ما تعانيه منظوماتنا التعليمية من نقص في شمول النفاذ ومن ارتفاعِ نسبِ التسرب المدرسي ومن نقص في جودة التعليم والتكوين وفي ملاءمتها مع التحديات المتنوعة التي تواجهنا.
وشدد على أنه ليس من المقبول بقاءُ أكثر من 17% من أطفالنا خارج المدرسة الابتدائية؛ ولا عدمُ تمكُّن 75% من شبابنا، في المرحلة الثانوية، من تَمَلُّك الكفاءات الخاصة بهذه المرحلة، وضرورة قيام الحكومات والمجتمعات المدنية والفاعلين في مختلف المجالات، بمضاعفةُ جهود التوعية وتعبئة الموارد البشرية والتقنية والمالية لإحداث ثورة تعليمية، توفر فرص التعليم والتكوين وتطوير المهارات بشكل مستمر، وتُسهم في تحرير طاقات المرأة الإفريقية المبدعة والتمكينِ لها وتعزيزِ مشاركتها القيادية الفعالة في مختلف مسارات التنمية.