تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

أستاذ علوم سياسية يحلل المشهد السياسي قبل الانتخابات

علق أستاذ العلوم السياسية بجامعة نواكشوط الدكتور النان ولد المامي على المشهد السياسي والانتخابي قبل الرئاسيات المقررة في يونيو 2024، قائلا:"إن أجواء القلق السياسي والنفسي هي التي تحكم عادة الأجواء ما قبل الانتخابات في أي بلد كان".


وفي مقابلة خاصةٍ مع "كادر"، اعتبر ولد المامي أن "الظروف السياسية الحالية التي تمر بها المنطقة عموما وموريتانيا خصوصا تختلف عن سابقاتها لأن الوضع السياسي الداخلي ليس بنفس الحال التي نعهدها عادة في الانتخابات، حيث تكون الساحة السياسية عادة في مثل هذه الأوقات، محكومة بنوع من الشد بين طرفين أو مجموعة أطراف متصارعة ومتنافسة تنافسا شرسا، حتى وإن كنا في تلك الوضعية نعرف أن الفائز هو زيد من الناس".


ونبه ولد المامي إلى أنه "عادة ما تكون النتائج محسومة مسبقا في أذهان الكل، لكن هذا لم يكن لينفي حالة التنافس أو الشد البادية بين الأطراف، لكن اليوم الوضع مختلف نسبيا فالساحة يشوبها نوع من الهدوء والسكينة غير المعتادة في مثل هذه الحالات".


وكشف ولد المامي أن "السبب في ذلك مفهوم إثر التحول الذي صار بعد الانتخابات الرئاسية في 2019 وما حكم الساحة من توازنات ومسلكيات ربما أخرجت الصراع والتنافس السياسي من واقع إلى آخر، مشيرا إلى أن الصراع يبقى قائما بين السياسيين ولم يكن يوما في موريتانيا على الكرسي بقدر ما كان على انتزاع بعض المكاسب من صاحب السلطة”.

 

ونوه ولد المامي إلى أن "هذه القاعدة ربما تكون سارية الآن أيضا، لكن المتنافسين السياسيين أكثر اطمئنانا على ما سيحصلون عليه مستقبلا مقارنة بالفترات الماضية"، ومردفا أن "التنافس اليوم محكوم بنوع من السلبية نتيجة لطبيعة العلاقة التي تأسست في هذه المرحلة بين الحاكمين والمعارضين".

 

ويعتقد ولد المامي أن "هذه العلاقة غير صحية لاعتبار أن النظام السياسي يفترض أن يكون في طبيعته تنافسي على السلطة، وأن هذا الإحساس غير موجود ولكل فاعل سياسي موقعه في السلطة، وأن هذا استثناء وليس قاعدة”. وأردف: تحديات المنظومة الذهنية الموريتانية محكومة بمركزية شديدة للسلطة، ومرتبط ارتباطا قويا بالسلطة والسلطة في هذا البناء يجب أن تكون مركزية وأي ضعف أو اهتزاز لصورة السلطة في ذهنية الناس قد يشكل محفزات لتجاوز مواقعهم ولعب أدوار جديدة في ما يرون أنه مواقع جديدة.


وتابع أستاذ العلوم السياسية "وفي اعتقادي أن المركزية ما تزال موجودة في النظام لكنها لم تعد في نفس المكان وبالتالي سيطرأ تأثير ولكنه سيكون محدود"، فقد يعمل البعض على زيادة حصته لكنه لن يعمل على تغيير قواعد اللعبة".

ويرى ولد المامي أن "المعارضة الآن في تحدٍ وجودي، فالمعارضة في موريتانيا غير موجودة أساسا، ولأنها حتى تاريخيا لم تتأسس بمنطق المعارضات الديموقراطية بل الفردية والمبنية على طموحات شخصية ولن تشكل خطرا لا في 2024 ولا 2029، ونحن في مجتمع يتغير ببطئ شديد وخلال 3 عقود من العمل السياسي لم نقطع من المسافة عشرها.

 

أي تأثير للجوار؟

 

ويرجح ولد المامي أن "الأوضاع في الجوار الموريتاني سواء في السنغال أو مالي لن يكون لها تأثير كبير على الداخل الموريتاني خاصة على العلمية السياسية والانتخابية ، نظرا لطبيعة القواعد الناظمة للعملية السياسية في موريتانيا ، والاختلاف النسبي بين هذه المجتمعات والدول والبيئات السياسية المختلفة".


وأشار ولد المامي إلى أن "النظام في السنغال شهد تبادلا للأدوار بين الحاكمين والمعارضين، وعلاقات مختلفة بين المعارضة والنظام بغض النظر عن الأساليب والبيئة التي تجري فيها الانتخابات، وأن هذه السنة اختلفت فيها قواعد اللعبة نسبيا في السنغال إلا أن ذلك من الصعب أن تتأثر به موريتانيا لاختلاف الحاضنتين".

16:12 - 2024/04/27