تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

الغزواني: العالم بحاجة لميثاق يحميه من الجوائح

أكد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أن الافتقار إلى التنسيق والتضامن عالميا في مواجهة جائحة (كوفيد-19) هو ما يدعم أهمية الجهود المبذولة لوضع ميثاق ملزم قانونًا لحماية جميع مواطني العالم من الجوائح من خلال تعزيز الوقاية والتأهب وتنسيق الاستجابات المطلوبة.



وأضاف الغزواني رئيس الاتحاد الإفريقي في كلمته أمام الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية بجنيف، أن جائحة (كوفيد-19) التي وضعت هذه الأنظمة على المحك وكشفت جميع نقاط الضعف في قدرتها على الصمود، فضلاً عن عجزه الجماعي عن وضع استجابة عالمية منسقة وفعالة للأوبئة.


وتابع الغزواني أنه خلال أزمة (كوفيد-19)، كان أحد التحديات الرئيسة خلال الأزمة هو توفير اللقاحات والانصاف في توزيعها على المرضى، لذلك أصبح من الملح وبشكل متزايد مساعدة البلدان النامية على تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات والأدوية.



وأشار الغزواني إلى أن التغطية الصحية الشاملة والفعالة هي وحدها القادرة على ضمان تمتع جميع الناس في كل مكان بحقهم المشروع في الصحة والرفاهية تمتعا كاملا وفقاً للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة للألفية.

التنسيق العالمي

وأكد الغزواني أن التنسيق الفعال الذي قامت به منظمة الصحة العالمية أتاح للجهود العالمية إحراز تقدم نحو تحقيق هذه الأهداف الثلاثة من أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب الجهود التي بذلتها الدول الأعضاء لإعادة هيكلة نظمها الصحية وإصلاح أطرها التشريعية والتنظيمية، ولا سيما التأمين الصحي لديها، من أجل خفض التكاليف الصحية التي يتحملها المرضى، مما حقق بعض النتائج الإيجابية التي لا يمكن إنكارها على نطاق عالمي، ولا سيما في أفريقيا.

أهداف الأجندة

ونبه الغزواني إلى أنه رغم هذه النتائج المشجعة إلا أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق أهداف أجندة 2030 فيما يتعلق بالصحة والرفاهية، ويكفي أن ننظر إلى حقيقة أن نصف مواطني أفريقيا، أو ما يقرب من (48%)، أي حوالي 672 مليون شخص، لا يحصلون دائما على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها.


وترتبط المحددات الرئيسية لهذا الوضع غير المقبول بضعف البنى التحتية الصحية، ونقص العاملين الصحيين المؤهلين، وعدم توفر فرص الحصول على اللقاحات والأدوية والمنتجات الطبية عالية الجودة، وبشكل عام عدم كفاية أنظمتنا الصحية.

عدالة التوزيع

وأشار الغزواني إلى انه نتيجة للتفاوتات الاجتماعية في الحصول على الخدمات الصحية، فإن ملايين الأسر في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في أفريقيا، إما أنها لا تحصل على الرعاية الصحية التي تحتاجها، أو أنها تحصل عليها بصعوبة بالغة، لذلك نحن بحاجة إلى العمل معاً للحد من هذه التفاوتات بشكل كبير من خلال تسريع وتيرة التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي، وتعزيز النظم الصحية والاستثمار في البنية التحتية والأدوية والتكنولوجيات الصحية.

ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى زخم عالمي يوحدنا جميعاً حول الصحة للجميع. وفي هذا السياق، يجب علينا أن ندعم منظمة الصحة العالمية بفعالية، وأن نبذل الجهود اللازمة لضمان نجاح دورتها الاستثمارية الجديدة التي تهدف إلى تأمين تمويل مستدام ومرن ومتنوع يمكن التنبؤ به لبرنامج عملها الرابع عشر للفترة 2025-2028.


والواقع أنه من أجل تقديم مساهمة إيجابية وكبيرة في تحقيق أولويات المنظمة ودولها الأعضاء في إطار الهدف الثالث من الأهداف الإنمائية للألفية، سيتطلب تنفيذ برنامج العمل العام الرابع عشر للفترة 2025-2028، في ضوء المساهمات المحددة والموارد الأخرى التي تم تأمينها، تمويلاً طوعياً ومرناً يمكن التنبؤ به بقيمة مليار دولار أمريكي على مدى أربع سنوات.

التعاون الأفريقي

شدد الغزواني على التزام الاتحاد الإفريقي لبراسخا بمواصلة وتعميق التعاون المثمر مع منظمة الصحة العالمية حتى يتسنى للجميع في أفريقيا وغيرها من الأماكن الحصول على رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة.



وناشد الغزواني البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية والشركاء بذل الجهود اللازمة لتحقيق الهدف الثالث من الأهداف الإنمائية للألفية، أتمنى كل النجاح لأعمال هذه الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية.

15:56 - 2024/05/27