تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

تغير المناخ يهدد حصاد التمور الموريتانية القديمة (ترجمة كادر) 

أعدت الوكالة الفرنسية للأنباء تقريرا عن تغير المناخ وتقدم ظاهرة التصحر وتأثيرها المدمر على مزارع التمور في موريتانيا.

 

وتقول الوكالة في تقريرها إن التصحر يعتبر لافتا للنظر في قرية واحة آزوكي، على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق نواكشوط، مؤكدة أنه على الرغم من الرمال المتزايدة التي تلتهم الأشجار تدريجياً، يستعد السكان هنالك للحصاد السنوي للتمر، المعروف بــ"الكيطنة".

 

ويعود هذا الحدث الشعبي إلى تقليد بدوي طويل الأمد ويتضمن احتفالات عائلية كبيرة تتركز حول التمور- المصدر الرئيسي للدخل في المنطقة.

 

وتؤكد الوكالة أن قرية المحيرث عانت من خسائر فادحة في أشجار النخيل على مر السنين بسبب الجفاف والأمطار الغزيرة المفاجئة، وعندما تموت شجرة النخيل، فإن القليل من الحياة في كل قرية ينطفئ.

 

ويقول حيمود، رئيس الجمعية التعاونية المحلية، "بسبب الرمال، يضطر الناس إلى الاستقرار في أماكن أخرى، لأنه هنا لم يعد من الممكن حصاد المزيد من المحاصيل".

 

وأضاف أن نحو 20 ألف نخلة هلكت منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأن قريته أصبحت تخلو من السكان كل عام.

 

ويضيف التقرير أن موريتانيا مثل غيرها من البلدان في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، تقع على الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ.

 

وترتفع درجات الحرارة في المنطقة بمعدل أسرع بـ 1.5 مرة من المتوسط العالمي، في حين أن هطول الأمطار غير منتظم ومواسم الأمطار آخذة في التناقص، وفقًا لتقرير صدر عام 2022 عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

 

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الحكومة حاولت وقف التصحر من خلال زراعة الأشجار لصد هجوم الرمال، إلا أن الفيضانات الهائلة التي شهدتها القرية قبل عامين أدت إلى تدمير أشجار النخيل فيها.

 

ونوهت إلى تدمير نحو 6000 شجرة نخيل، والتي كانت قد ضعفت بالفعل بسبب سنوات الجفاف، منذ عامين بسبب الفيضانات الهائلة في الوادي - وهو مجرى مائي يتشكل خلال موسم الأمطار.

 

وتستقر الأشجار الآن في مجرى النهر، الذي يكون جافًا تمامًا في هذا الوقت من العام.

 

وقال عمو ديهاه: "كان هذا المكان مليئاً بأشجار النخيل.. أصحابها ما زالوا هنا، لكن لم يتبق لهم شيء".

 

وأضاف : "إذا لم تعد هناك أشجار نخيل، فلن يكون هناك عمل. وإذا لم يكن هناك عمل، فلن يكون هناك مال".

 

ويقول محمد محمود ولد بريهم من سكان المنطقة إنه يشعر بالقلق بشأن أشجار النخيل الخمسين التي زرعها بالقرب من الوادي والتي توارثتها الأجيال، قائلا: "بالطبع، أنا خائف من فقدان كل شيء، أنا خائف حتى من أن يتم تدمير منزلي".

 

وطالب سكان المنطقة، المعروفة بجودة وتنوع التمور فيها، ببناء سد يقولون إنه سيعمل كحاجز ضد الأمطار المستقبلية ويخلق ظروفًا مواتية لنمو التمور.

 

وقال سيدينا، أستاذ علم الأحياء والزراعة في جامعة نواكشوط، إن "السد هو الحل الأفضل". مشيرا إلى سد سكليل في المنطقة، الذي تم افتتاحه في عام 2019، ويروي الواحات المحيطة به بشكل دائم، مما أدى إلى تغيير حياة السكان المحليين.

 

ومن جانبه يرى سيدي أحمد، رئيس شبكة مجموعات التنمية المستدامة للواحات، أن الحكومة قامت أيضا بتحسين أنظمة الري وتوفير الألواح الشمسية وزراعة أشجار نخيل جديدة للمزارعين الفقراء.

16:42 - 2024/07/23