تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

موريتانيا وإسبانيا تُصدران إعلانا مشتركا

أصدر رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز، إعلانا مشتركا متوجا لزيارة الأخير إلى نواكشوط.


وأكد الرئيسان على عمق وغنى علاقات الجوار والصداقة بين بلديهما، المرتبطين بروابط ثقافية وتاريخية، وتعزيز التعددية والعلاقة بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي.


وتضمن الإعلان تأكيد موريتانيا وإسبانيا من جديد التزامهما الكامل بنظام دولي أكثر عدلا وتعددية أطراف أكثر ديمقراطية وإنصافا وشمولا، وتعربان عن دعمهما لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه.


كما أكد سانشيز على الدور الرئيسي الذي تضطلع به موريتانيا على الساحة الدولية، كما يتضح من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، كما يتفق البلدان على ضرورة الحفاظ على التزامهما تجاه منطقة الساحل، بينما أبرز الرئيس الغزواني الدور الأساسي لإسبانيا في الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأمم المتحدة، ويذكر بالتزام إسبانيا وقيادتها في دفع السياسة الأوروبية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الساحل.


ورحب البلدان بالدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي إلى موريتانيا في فبراير الماضي، ، والذي أعلن خلاله الاتحاد الأوروبي عن تعبئة 210 ملايين يورو إضافية لموريتانيا في عام 2024، وتواصل إسبانيا عملها في مجال التعبئة مع الاتحاد الأوروبي لضمان تهيئة هذه الأموال في إطار حوار يأخذ في الاعتبار أولويات موريتانيا أولا وقبل كل شيء، وفقا لمبدأ الملكية وتماشيا مع روح “فريق أوروبا”.


وأكد البلدان على أهمية المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المقرر عقده في إشبيلية في عام 2025، كما يحثان على الحاجة الملحة لاعتماد إصلاحات لزيادة تمويل التنمية المستدامة وتسريع تنفيذ خطة عام 2030، كما شدد البلدان على ضرورة تسريع تنفيذ تدابير التخفيف والتكيف وتكثيف الجهود العالمية لتيسير حصول البلدان النامية الضعيفة على التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات المتعلقة بالمناخ، وتعزيز التعاون الدولي للتصدي للتصحر والجفاف.


العلاقات بين البلدين:

وأشاد البلدان بالعلاقات الثنائية الممتازة وأكدا على وجه الخصوص التصديق على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، التي ترفع هذه العلاقات إلى أعلى مستوى سياسي، كما يرحبان بإنشاء آليات مختلفة للتعاون في مجالات الصحة والهجرة والأمن، ويعربان عن استعدادهما لمواصلة تعزيز التعاون في هذه القطاعات التقليدية، وتوسيعه ليشمل مجالات جديدة ذات اهتمام مشترك، ويعلنان عن عقد الاجتماع الرفيع المستوى الأول بين موريتانيا وإسبانيا في عام 2025.


وأعرب البلدان عن التزامهما بتعزيز تعاونهما، على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف وشددا على الحاجة إلى تحديد الأهداف المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، بما في ذلك التهريب والاتجار بالبشر.


توطيد الديمقراطية:

وثمنَ سانشيز بالتطورات الإيجابية للغاية التي شهدتها موريتانيا في السنوات الأخيرة، ولا سيما توطيد الديمقراطية الجاري منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2019، مشددا على أن النتائج التي تحققت من حيث الاستقرار والأمن تمثل رصيدا مميزا في السياق الإقليمي.


وفي مجال الدفاع، ترحب موريتانيا وإسبانيا بالخطوة المتقدمة المتمثلة في الموافقة، في إطار حلف شمال الأطلسي، على خطة عمل الحلف من أجل الجنوب، والتي تعد استمرارا لقمة مدريد. وستعزز خطة العمل هذه العلاقات الممتازة الموجودة بين وزارتي الدفاع.


الاستقرار الاقتصادي:

ورحبت موريتانيا وإسبانيا بعلاقاتهما الثنائية الممتازة التي أدت إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، حيث يتفق البلدان على أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، ويرحبان بإطلاق منتدى الأعمال الثنائي الموريتاني الإسباني، الذي سيساعد على تعزيز العلاقات بين قطاعيهما الخاصين.


كما سيعمل البلدان معا لتحديد الفرص وضمان تهيئة الظروف الجيدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار، وسيستند هذا العمل إلى الغلاف المالي الذي تم الإعلان عنه خلال زيارة الرئيس سانشيز في فبراير 2024، والذي يبلغ 200 مليون يورو.
كما تقر موريتانيا وإسبانيا بأهمية التعاون الثقافي في تعزيز الروابط الإنسانية بين شعبيهما، وترحب إسبانيا باهتمام موريتانيا بتعليم اللغة الإسبانية وتعتزم فتح فرع لمعهد سيرفانيس في نواكشوط.


التعاون الإنمائي:

وشدد البلدان على أهمية التعاون الإنمائي بالنسبة للعلاقات الثنائية وتذكران بأن موريتانيا تعتبر بلدا ذا أولوية بالنسبة للتعاون الإسباني، كما رحب الرئيسان بالعلاقات الثنائية الممتازة بشأن الهجرة ويعربان عن التزامهما بالعمل معا لتعزيز الهجرة الآمنة والمنتظمة والنظامية باعتباره أحد المجالات ذات الأولوية في العلاقات بين البلدين، ويعترفان بالمساهمة الإيجابية للمهاجرين في النمو الشامل والتنمية المستدامة لبلديهما، كما التزم البلدان باعتماد نهج قائم يأخذ في الاعتبار الدفاع عن حقوق النساء والفتيات في جميع مجالات العلاقات الثنائية بشأن الهجرة.

09:13 - 2024/08/28