تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البحث

بالدعاء والدموع .. سكان أمبود يودعون امخيطرات

في كل مرة يقرر مجلس الوزراء تغيير الموقع الإداري للحاكم والإداري المدني بوزارة الداخلية امخيطرات ولد محمد فال؛ يتكرر سيناريو نادر الحدوث في موريتانيا، إذ يتجمهر المواطنون تعبيرا عن مشاعر الامتنان والتقدير له.

 

لكن هذه المرة تطور الأمر حتى ظهر رجال ومسنون يذرفون الدمع في وداع الحاكم، الذي أصبح في نظر الكثيرين نموذجا يستحق الاحترام، فقد أظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مواطنون يودعون حاكم مقاطعة امبود بولاية گورگول، وتخنقهم العبرات، تعبيرا عن مشاعرهم تجاه المسؤول الحكومي الأول في هذه المقاطعة الكبيرة خلال آخر 3 سنوات ونصف. 

 

 

من هو امخيطرات؟

 

ينحدر الإداري بوزارة الداخلية، امخيطرات ولد محمد فال من ولاية تگانت، وهو خريج المدرسة الوطنية للإدارة في نواكشوط، وقد عين حاكما لمقاطعة ازويرات في ابريل 2020، وتزامن تعيينه مع فرض حظر التجوال في عموم البلاد، لمواجهة تفشي جائحة كورونا، ويحتفظ ساكنة ازويرات، لحاكمهم السابق بذكريات طيبة، تختلط فيها الصرامة والجدية بالقرب والخدمة. 

 

وفي سبتمبر 2021 قرر مجلس الوزراء تحويل امخيطرات إلى امبود، وهي مقاطعة مترامية الأطراف، كثيرة المشاكل الخدمية، والمعقدة اجتماعيا واقتصاديا، فودعّه سكان ازويرات بمظاهرات غير مسبوقة، رفع فيها متظاهرون شعارات ترفض قرار التحويل، وهو رفض حمل كثيرا من إشارات الامتنان للحاكم الذي فرض حظر التجوال بمهنية وصرامة، وتمكّن من تنظيم سوق المدينة لأول مرة منذ أن أصبحت عروس الشمال الموريتاني وجهة آلاف المنقبين عن الذهب. 

 

وفي امبود، رسخ امخيطرات صورته كحاكم قريب من الناس، صارم بما فيه الكفاية، لكنه رحيم بالضعفاء، يبدي اهتماما كبيرا بالخدمات والمظالم، ولا يهتم كثيرا لصراعات المحليين ذات الأبعاد السياسية والمجتمعية.

 

 

شهادة مساعده !

 

قبل ساعات، دخل الحاكم المساعد لمقاطعة أمبود الإداري المدني الشيخ أحمد ولد محمدن، على خط المودعين لامخيطرات، فكتب “في الحقيقة قضيت مع الأخ والزميل امخيطرات محمد فال المبروك فترة 3 سنوات ونيف كانت لها الأثر البالغ في تشكيل صورة أكثر من إيجابية عنه، وهو ماكان لدي مسبقا لكنه تضاعف أكثر”.

 

وزاد ولد محمدن “كما سيكون لها الأثر البالغ في مسنقبل مسيرتي المهنية لما استفدته منه من جدية في العمل وعدل بين الناس”، وتابع “كنت هذه الأيام شاهدا على بكاء وتأسف ساكنة امبود على رحيله عنهم وأنا في الحقيقة أشعر في داخلي أني أكثر منهم تأثرا لأن رحيله بالنسبة لهم يشكل رحيل حاكم فقط في الوقت الذي يشكل بالنسبة لي رحيل حاكم وأخ وزميل وجار قل نظيره”.

 

 

تحدٍ جديد

خلال أيام يستلم امخيطرات مهامه حاكما لمقاطعة روصو، تسبقه إليها سمعته، والمفارقة أنه سيلتحق بالوالي الذي عمل تحت قيادته في ولاية گورگول، والي اترارزه حاليا أحمدنا ولد سيد أب.  فهل سيكون الإداري المخضرم هو الذي طلب امخيطرات بالاسم؟ أم إنها الصدفة. 

 

في أعراف الداخلية تقل الصدف، عادة، وما يحصل منها يدخل غالبا في الاستثناءات التي تثبت صحة القاعدة. لكن هل سينجح امخيطرات في جمع قلوب ساكنة عاصمة اترارزه؟ معقل السياسة والتجارة والزراعة وقضايا الحدود والوجود؟

01:06 - 2025/02/23