
قالت مجلة forbesafrica المعنية بالشؤون الاقتصادية في القارة الأفريقية إن موريتانيا برزت على مدار العقد الماضي، كمنطقة معروفة بصيد الأخطبوط، وتساءلت هل يستطيع هذا البلد الأفريقي الصحراوي، الذي لا تتجاوز أراضيه الصالحة للزراعة 0.5% من أراضيه وموارده المعدنية الوفيرة، أن يواصل الاستفادة من ساحله؟.
وأوضحت المجلة أن موريتانيا تشهد طلبًا قويًا على صيد الأخطبوط الشائع، على امتداد ساحل المحيط الأطلسي، بعد سنوات من التراجع، عقب جائحة كورونا كوفيد-19 2020-2021.
وأضافت المجلة أن شواطئ موريتانيا تمتد على طول جرف قاري ضحل، مع درجات حرارة وملوحة من بين الأفضل على وجه الأرض بالنسبة لرأسيات الأرجل ذات الأذرع الثمانية، والتي تنتمي إلى عائلة من أنواع المأكولات البحرية التي تشمل الحبار والنوتيلوس، والتي تشهد أسعارها في السوق ارتفاعًا حادًا منذ الصيف الماضي.
سوق واعدة:
وأشارت المجلة إلى أن أسعار الأخطبوط في موريتانيا شهدت ارتفاعا بشكل حاد بنحو 500 دولار للطن منذ افتتاح موسم 2024-2025.
ونقلت الوكالة عن مالك إحدى شركات الأسماك، أن الصيف الماضي، وخلال دورة الألعاب الأولمبية الفرنسية، وصل سعر الأخطبوط النيء إلى نحو 15 يورو للكلغ الواحد في الميناء، وبضعف هذا السعر في باريس.
ونبه المالك إلى أن أسابيع من الطقس العاصف أدت إلى انخفاض كميات الصيد، مما رفع أسعار أي كمية يتمكن الصيادون من جلبها إلى الشاطئ، حيث كان الطلب قويًا لدرجة أنه كان من المنطقي شحن الأخطبوط المجمد بالشاحنات، وهي رحلة تستغرق يومين من أفريقيا، بتكلفة 6000 يورو للشاحنة.
قوة فاعلة:
وتؤكد المجلة أن موريتانيا برزت على مدى العقد الماضي، كقوة فاعلة في عالم الأخطبوط، ليس فقط بفضل قربها من أسواق شمال أفريقيا وأوروبا، ولكن أيضاً بفضل علاقتها المميزة مع المستهلكين في اليابان، الذين ساهمت خبرتهم في صيد الأسماك في دفع موريتانيا إلى مصاف مصدري الأخطبوط حول العالم.
ووفقاً لـ Fortune Business Insights، بلغ حجم سوق المأكولات البحرية العالمية حوالي 386.73 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ووفقاً لتقارير إضافية، تستحوذ أفريقيا على أقل من 5% من هذا المبلغ، ومع ذلك، تُعدّ موريتانيا عملاقَ المجال ضمن هذه الحصة الضئيلة.
ويقول المدير التجاري للاتحادية الموريتانية لصيد الأسماك، إسلمو حميدة، إن صيد الأسماك يعد الآن القطاع الأول في موريتانيا من حيث النقد الأجنبي والعمالة، وفي هذه الصناعة، يُعدّ الأخطبوط القطاع الأول.
بداية رحلة الصيد:
وبدأ ازدهار صيد الأخطبوط في موريتانيا في سبعينيات القرن الماضي، مع استنفاد اليابانيين لمخزونهم التقليدي حول جزيرة هوكايدو، حيث استجابوا بإرسال فرق إلى أفريقيا لتعليم السكان المحليين تقنيات الصيد اليابانية، وإسقاط الأواني في قاع المحيط وصيد الأخطبوط.
ومع مطلع القرن الجديد، برزت موريتانيا كوجهة رائدة في صيد الأخطبوط. ووفقًا للباحثين، أساني ديداه فال وبرشي أسيدو، تضاعفت كميات الأخطبوط التي تم اصطيادها من 14,000 طن متري عام 2006 إلى أكثر من 33,000 طن بحلول عام 2018. وفي العام 2019، تضاعف صيد البلاد تقريبًا، ليصل إلى رقم قياسي بلغ 55,000 طن.
وتُقدّر منظمة SeaBOS أن حوالي 65,000 موريتاني يشاركون اليوم في نشاط صيد الأخطبوط، مع انضمام ما يُقدّر بنحو 200,000 آخرين إلى سلسلة توريد الأخطبوط، ومن بين سكان يزيد عددهم قليلاً عن خمسة ملايين نسمة، يعتمد حوالي واحد من كل 20 موريتاني على صيد الأخطبوط لكسب عيشهم.